كتبت : سماء كمال
تحدثنا في المقالة السابقة عن قانون الوفرة وقوة العطاء، وأنها سنة كونية لا تبديل لها، من فهمها نعم بالحياة ومن تجاهلها ضاعت عليه الفرص وعاش ضحية الحرمان.
فتمر الفرص في الكون ليلاً ونهاراً .. دون توقف .. مسخرة لك إذا أدخلت كلمة السر .. إذا فتحت لها أبوابك ممتناً وراضياً مستبشراً.
أما إذا صدّرت لها العوائق .. والمصدّات .. اقفلت في وجهك الابواب وسكّرت الشبابيك !!
إذن ماهي المعيقات التي تقف بينك وبين سريان الخير إليك؟؟
قد تكون المعيقات في برمجة سابقة من ذكريات وأفكار ومفاهيم وقناعات شكلت شخصك وعقلك ووعيك ووقفت حائل بينك وبين استقبالك للوفرة حولك.
تأتي اليك الوفرة سلسة .. بسيطة .. لكن إن عملت علي عرقلتها ووقفت تجاهها بأفكار سلبية وذبذبات محبطة .. فتتحول الي نتائج عكسية او تتركك وتبحث عن غيرك.
ففي قانون الوفرة إذا أردت اكثر ف أعط اكثر وكل ماتقدمه تعوضك عنه الحياة
أنفق يأتيك المزيد .. أنفق ممالديك أياً كان ..
يقول الله عز وجل:
“مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ” سبأ (٣٩)
“لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا” الطلاق (٧)
والمقصود هنا ب “مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ” أن الانفاق ليس فقط في صورة أموال .. ولكن هبات الله لك ونعمه لا تعد ولا تحصى .. أنفق من عافيتك … زكي عن علمك .. أنفق من وقتك .. زكّي عن عيونك .. عن يديك .. عن عقلك ولسانك .. تكلم وإنصح وقدم المعونة لغيرك .. ساعد المحتاج .. أبتسم في وجه أخيك .. الكلمة الطيبة صدقة وإنفاق.
تقول لويز هاي” تعلّم أن تستقبل الوفرة بدلاً من مجرد (التبادل) .. لما صديق يهديك او يعزمك لا يجب عليك ان تبادله نفس الشي حالا ! اسمح للشخص ان يعطيك ، اقبلها ببهجة ومتعة .. ربما لا تبادل نفس الشخص العطاء ،، ربما تعطي لشخص آخر ! في الوفرة هناك سماح وقبول ومتعة ،، لا يوجد تأنيب أو شعور بالذنب “
اسمح للوفرة أن تمر لك وتمر من خلالك لغيرك.
نعم هناك قناعات خاطئة حفرت بداخلنا … من أهداك لابد لك أن تردها وبنفس القيمة .. في أفراحنا والمناسبات الخاصة بنا .. الذي يجاملك بمبلغ اكتبها حتى تردها له في أقرب مناسبة له.
هذا جميل .. وربما يفرحك ويفرحه أيضاً .. ف تهادوا تحابوا كما قال رسولنا الكريم .. ولكن الأصل أنك تفعل هذا دون إنتظار المقابل .. حتى إن كان هذا الشخص مقتدر بالفعل على الرد .. إنما تفعله من أجلك أنت .. وصدده سيرجع إليك قريباً لا تتعجل ولا تنتظره من بشر.
وتذكر قول الله تعالى:
“امَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” البقرة (٢٦١)
فالبرمجة الخاطئة هي “الندية وإنتظار المقابل”، وليس هكذا نتعامل مع قانون الوفرة، بل تمتع بإحساسك وفرحتك بما وصلك ولا تكتمها بداخلك حتى ميعاد رد الجميل.
وكذلك أحمد الله وتمتع بقدرتك على العطاء وإسعاده وانتظر من الله المزيد .. لا منه هو.
وسوف ترسل إليك في أشكال مختلفة أكثر بكثير مما بذلت .. ولا تعاين الناس بمظاهرهم قبل أن تعطي .. فقط أطلق لقلبك التقدير وانطلق .. وأعطي بصفاء قلب.
وأيضاً من معيقات قانون الوفرة الحسد والتطلع لما في يد غيرك .. إياك والحسد .. ولا تتذاكى على الكون، فهو يقرأ أفكارك ويترجمها ويردها إليك حرماناً.
وإن رأيت ماتهواه أو تتمناه عند غيرك .. كن ممتن له وممتن لما لديك، وأطلق لخيالك العنان وانتظر المزيد فقانون الوفرة لاسقف له.
ف الوفرة تأتي إليك من شعور الامتنان والرضا والاستسلام .. لا من شعور الحرمان والحاجة .. تحرر من احساس التعلق، يتحرر عقلك الباطن من شعور الحرمان وينطلق للكون معلناً عن جذب واستقبال ماتريد.
ففي قانون الوفرة كل شئ موجود وبكثرة لاينضب الا إذا قررت أنت أن تفصل طاقتك عنه .. فأنت وحدك صاحب القرار.